JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

من أين يستخرج الكهرمان؟

 


قطع كهرمان طبيعية متحجرة توضح كيفية تكوين الكهرمان من صمغ الأشجار عبر ملايين السنين

تعبر الأمواج شاطئ بحر البلطيق، وتجرف الأمطار الغزيرة تربة غابة استوائية، ويظهر فجأةً لمعانٌ ذهبيٌّ دفين يتمثل في قطعة كهرمان ذلك الحجر العضوي الذي يخفي في جماله قصةً جيولوجية معقدة.

 

هل أنت متشوق لمعرفة كيف بحث الإنسان الدؤوب عن هذا الكنز الطبيعي دون الإضرار بالبيئة التي حفظته لملايين السنين؟ تابع معنا هذه الرحلة التي تبدأ منذ تكوينه في غابات العصور السحيقة، وتنتهي بين يدي الإنسان مرورًا بالعوامل الطبيعية التي ساهمت في تحديد أماكن تمركزه.

 

تأثير البيئة والجيولوجيا على توفر حجر الكهرمان

نلاحظ أن الكهرمان لا يتوفر بشكل عشوائي في الطبيعة، بل هناك مجموعة من العوامل البيئية والجيولوجية تتحكم في وجوده، وتجعله متوفرًا بكثرة في مناطق محددة، بينما يكون نادرًا أو معدومًا في غيرها، ومن أبرز هذه العوامل:


١. المنشأ الجيولوجي 

والمتمثل في وجود الغابات الصنوبرية أو النباتية القديمة في منطقة ما، حيث تفرز أشجار هذه الغابات راتنجًا كآلة دفاعية ضد الإصابة.

 

ولا يتحول هذا الراتنج إلى كهرمان إلا إذا توفرت شروط جيوكيميائية حاسمة، أهمها: الدفن السريع في بيئة رسوبية مثل الطين أو الرمل الغني بالمادة العضوية، مما يؤدي إلى حرمانه من الأكسجين، وتعرضه لدرجات حرارة مرتفعة على مدى ملايين السنين، وخلال هذه الفترة، تخضع المادة لعمليات كيميائية معقدة تعرف باسم "التصمغ".

 

وبالتالي، فإن التواجد المحتمل للكهرمان مشروط تلقائيًّا بوجود سجل جيولوجي يشير إلى مناخ رطب ودافئ وبيئة غنية بالغابات الكثيفة في الماضي الجيولوجي البعيد.


٢.  النقل والترسيب

نادرًا ما يستخرج حجر الكهرمان من مكان تكوينه الأصلي، بل تقوم عوامل التعرية الطبيعية مثل الأمطار والأنهار والجليد والرياح بنقل قطع الكهرمان من مكانها الأصلي وترسبها في بيئات جديدة.


٣.  البيئات المفضلة لتراكم الكهرمان

يتراكم الكهرمان في بيئات محددة تتعلق بتاريخه الجيولوجي، وتظهر الدراسات أن أهم هذه البيئات تشمل:

 

  • الرواسب البحرية والساحلية

تمثل المناطق الساحلية لبحر البلطيق أمكان مثالية لترسب الكهرمان، حيث نقلته الأنهار الجليدية خلال العصور السحيقة من مواقع تكوينه الأصلية إلى قاع البحر.

 

وتؤكد الأبحاث أن التيارات البحرية والعواصف تعيد دفع قطع الكهرمان الخفيفة نحو الشواطئ، مما يسهل تجميعها. 

 

  • الرواسب الطينية الرملية 

كما في منطقة كالينينغراد "روسيا"، حيث يستخرج الكهرمان من طبقة، عبارة عن تكوين غني بالمعادن الطينية والجلوكونيت، تعود إلى العصر الإيوسيني "حوالي 40 مليون سنة"، وتشير تحليلات الحفريات إلى أن هذه البيئة البحرية الضحلة حفظت الكهرمان ضمن مصفوفة طينية غنية بالعضوية.

 

  • التكوينات الصخرية في المنحدرات الجبلية  

كما في ميانمار "بورما"، حيث يوجد الكهرمان البورمي ضمن صخور الشست والطين الصفحي في المناطق الجبلية، وتظهر الأبحاث أن العمليات التكتونية وتآكل الطبقات أوجدت الكهرمان في شقوق الصخور الصلبة، وحفظته من التحلل.

 

يتضح لنا مما سبق أن خصائص حجر الكهرمان ترتبط بشكل مباشر بمكان نشأته وظروف تكوينه، حيث تختلف التراكيب الكيميائية باختلاف المناطق، كذلك يلعب  المناخ السائد في العصور الجيولوجية القديمة دورًا في تحديد لونه، حيث تنتج البيئات الاستوائية لون كهرمانيداكن، والمعتدلة ألوانًا فاتحة.

 

يعد العمر الجيولوجي أيضًا ضمن العوامل المهمة، فكلما زاد عمر حجر كهرمان كلما أصبح لونه أعمق نتيجة الأكسدة، كما تترك العمليات التكتونية شقوقًا دقيقة تؤثر على الشفافية.

 

طرق استخراج الكهرمان من الطبيعة

يستخرج الكهرمان بعدة طرق، بعضها تقليدي، وبعضها صناعي، ومن الطرق التقليدية التي لا تزال مستخدمة حتى اليوم: جمع الكهرمان من الشاطئ بعد العواصف القوية، حيث يبحث الصيادون مرتدين بدلات مطاطية بين الرمال والأمواج.

 

كما يتم الصيد أيضًا بشباك خاصة، وهي طريقة قديمة تم توثيقها منذ القرن السادس عشر، حيث كان الصيادون يجمعون الكهرمان المقذوف بالأمواج باستخدام شباك خاصة.

 

وهناك طريقة تقليدية أخرى تسمى "التنقيب" والتي تعني تحريك رواسب قاع البحر بأعمدة خشبية لدفع كتل الكهرمان إلى السطح.

 

أما الطرق الصناعية، فيتم استخراج الكهرمان بطريقتين رئيسيتين، هما: التعدين المكشوف والاستخراج الهيدروليكي.

 

تتمثل طريقة التعدين المكشوف في حفر مناجم مفتوحة على سطح الأرض لاستخراج المعادن، وتتراوح أعماق هذه الحفرة في معظمها بين 10 و30 مترًا.

 

وفي منطقة كالينينغراد، التي تضم أكبر مناجم الكهرمان في العالم مثل منجم "بريمورسكي"، فيتراوح العمق بين 10 و60 مترًا، ومع ذلك، فإن الطبقات الرئيسية الغنية بالكهرمان تقع على أعماق ضحلة تبلغ حوالي 10-30 مترًا فقط.

 

أما في منطقة غدانسك البولندية، توجد طبقات الكهرمان على أعماق تتراوح عادةً بين 10 و20 مترا، ونادرًا ما تصل إلى 30 مترًا أو أكثر قليلًا. 

أما الطريقة الهيدروليكية، فتستخدم بعد إزالة طبقة التربة، حيث يتم حقن الماء تحت ضغط عالي في حظائر خاصة لتفكيك التربة، ثم يفصل الكهرمان عن الحطام العضوي الآخر باستخدام محلول ملحي، حيث يطفو الكهرمان بسبب انخفاض كثافته.

 

يصنف حجر الكهرمان بعد استخراجه حسب حجمه ووزنه، حيث تلعب هذه العوامل دورًا كبيرًا في تحديد قيمته السوقية، وتعد الكتل التي يزيد وزنها عن 1000 جرام نادرة، والكتل التي تتجاوز 3000 جرام فريدة من نوعها، ويتم تسعير كل حجر كهرمان بشكل فردي.

 

ولقد بلغ وزن أكبر كتلة مسجلة من الكهرمان البلطيقي 9750 جرامًا، وعثر عليها قرب كاميين بومورسكي في بولندا، وهي محفوظة الآن في متحف التاريخ الطبيعي في برلين.

 

تحديات استخراج كهرمان أصلي والحفاظ على البيئة

يواجه استخراج الكهرمان في بعض المناطق تحديات بيئية وقانونية، حيث يؤدي التعدين غير القانوني إلى تدمير آلاف الهكتارات من الغابات والأراضي الزراعية، ويخلف وراءه مناظر طبيعية مليئة بالحفر المغمورة بالمياه.

 

كذلك تستخدم أساليب مدمرة مثل ضخ المياه عالية الضغط لاستخراج الكهرمان، مما يتسبب في كارثة بيئية قد تهدد المنطقة، ويجعل التربة غير قادرة على دعم الحياة النباتية مرة أخرى.

 

كما تهدر عمليات استخراج الكهرمان غير المنظمة الموارد الطبيعية وتُسبب أضرارًا بيئية جسيمة، حيث تؤدي إلى تدمير النظم البيئية وتدهور التربة وتلوث المصادر المائية، الأمر الذي يشكل تهديدًا مباشرًا للتنوع البيولوجي والاستدامة البيئية في المنطقة.

 

كيف يؤثر استخراج الكهرمان على البيئة المحلية؟

يؤثر استخراج الكهرمان غير المنظم بشكل مدمر على البيئة المحلية بعدة طرق:

١. الحفر العشوائي الذي يؤدي إلى تجريد التربة من غطائها النباتي، وتدمير مواطن الكائنات الحية، مما يتسبب في اختفاء أنواع نباتية وحيوانية محلية.

٢. استخدام كميات هائلة من المياه مع إضافة مواد كيميائية، يؤدي إلى تلوث المياه الجوفية والأنهار القريبة وانخفاض جودة المياه.

٣. تفقد التربة خصوبتها وهيكلها الطبيعي، وتصبح غير صالحة للزراعة بسبب التشبع بالمياه والحرث العميق.

٤. تحول المناطق الغنية بالكهرمان إلى مناظر مليئة بالحفر والبحيرات الاصطناعية، مما يؤثر على جمالية المنطقة وقيمتها السياحية.

٥. حتى بعد توقف الاستخراج، تبقى الأرض متضررة لعقود، مع استحالة استعادتها تلقائيًّا إلى حالتها الأصلية دون تدخل مكلف وطويل الأمد.

 

المخاطر التي تواجه العاملين في مجال استخراج الكهرمان وكيفية التعامل معها 

لا تتحمل البيئة وحدها تكاليف الاستخراج غير القانوني للكهرمان، بل يواجه العاملون صعوبات في هذا المجال أيضًا، أبرزها:

١. تعرض العمال لخطر الانهيارات الأرضية، انخفاض حرارة الجسم "للغواصين"، وأمراض الجهاز التنفسي بسبب الغبار والأبخرة.

٢. اعتماد جامعو الكهرمان على تقلبات الطبيعة، مما يجعل دخلهم غير مضمون ومتقلب.

٣. يؤدي التنقيب غير القانوني إلى النزاعات على الأراضي واستنزاف الثروات الوطنية.

 

لذا، يتم اعتماد تدابير مثل تعزيز أنظمة السلامة في المناجم، وتوفير معدات وقائية، وتنظيم نشاط الصيادين التقليديين عبر الحصول على التراخيص، وتعزيز الرقابة الأمنية على المناجم القانونية.

 

إذا كنت من عشاق هذه التحفة الفنية الفريدة من نوعها، فإننا ندعوك إلى جولة في Royaleamber لاكتشاف عالم من الجمال الطبيعي والأصالة. 

 

هنا، ينتظرك كهرمان طبيعي بجودة استثنائية، مصمم بدقة حرفيين مهرة ليقدم لك قطعًا فريدة تروي قصة الأرض عبر ملايين السنين. 

 

وسواء كنت تبحث عن سبحة كهرمان تليق بأناقتك، أو هدية ثمينة تحمل معنى عميقًا، فسوف تجد في مجموعتنا ما يخطف الأنظار ويلبي ذوقك الرفيع.

NomE-mailMessage