هل سمعت عن مصطلح "توريد أخلاقي" من قبل؟ إنها السياسة التي ينبغي تحقيقها في أي عمل تجاري يحترم نفسه وعملائه.
وبالنسبة للكهرمان، فلا يقتصر هذا المفهوم على جودة الحجر فحسب، بل يمتد إلى مصدره وظروف استخراجه، حيث ينبغي الالتزام بممارسات توريد شفافة ومسؤولة تمامًا، وضمان أن كل قطعة كهرمان مقدَّمة ليست جميلة فحسب، بل ذات أصل نظيف، وتجنُّب الكهرمان المرتبط بالنزاعات أو الانتهاكات الاجتماعية والبيئية.
في هذا المقال توضيح لكيفية تنفيذ سياسات توريد أخلاقي معتمدة عالميًّا لكافة مراحل استخراج حجر الكهرمان وحتى وصوله إلى يديك، فتابع معنا.
مفهوم التوريد الأخلاقي للكهرمان
يمثل التوريد الأخلاقي إطارًا استراتيجيًّا يطبَّق على سلسلة توريد حجر الكهرمان من مصدره الأول، بهدف ضمان استخراج المواد الخام وتصنيعها بطريقة قانونية تتسم بالشفافية والمسؤولية.
ولا يقتصر الأمر على الامتثال للقوانين المحلية والدولية فحسب، بل أيضًا الالتزام الصارم بحقوق الإنسان وتوفير ظروف عمل لائقة والحفاظ على التوازن البيئي.
والغاية الأساسية هي تحقيق تكامل بين الكفاءة الاقتصادية والمعايير الأخلاقية الراقية، مما يحول سلسلة التوريد إلى نموذج للاستدامة والنزاهة.
كيف تتحول من توريد عادي إلى توريد أخلاقي رائد في مجال الكهرمان؟
فيما يلي تطبيق عملي لضمان العدالة في كل حبة كهرمان عبر رحلة طويلة تبدأ من حيث عمليات الاستخراج وحتى عرضها في الأسواق:
- مرحلة الاستخراج
وتتطلب التعاون مع جهات محلية مرخصة تطبق معايير واحدة، بدلًا من الاستخراج العشوائي، وأبرز هذه المعايير:
١. ضمان بيئة عمل آمنة وتوفير معدات وقائية ودفع أجور عادلة للعاملين في مجال جمع الكهرمان.
٢. الالتزام الصارم بعدم تشغيل الأطفال والحفاظ على حقهم في التعليم.
٣. تقليل الأثر البيئي من خلال استخدام طرق استخراج لا تدمر النظم البيئية، والعمل على إعادة تأهيل الأراضي بعد الانتهاء.
٤. اختيار القطع عالية الجودة بعناية، وقد يتطلب هذا من المتخصصين قضاء ساعات في فرز الأصداف والأعشاب البحرية أملًا في العثور على قطع الكهرمان.
- مرحلة التجميع والمعالجة
نضمن في هذه المرحلة أن الكهرمان القادم من المصادر الأخلاقية لا يختلط بآخر غير موثوق، ونراقب كيفية تنظيفه وتشكيله، وذلك من خلال:
١. فصل وتوثيق المصادر، والحفاظ على الكهرمان من كل مصدر في دفعات منفصلة، مع توثيق شهادات الأصالة.
٢. التأكد من أن ورش التصنيع جيدة التهوية ومطابقة للمواصفات المعتمدة، وأن العمال محميون من الغبار والأدوات الخطرة.
٣. استثمار جزء من العائدات في تدريب الحرفيين المحللين على تقنيات آمنة ومتقدمة، مما يزيد من قيمتهم السوقية ومهاراتهم.
- مرحلة التصنيع والتعبئة
يتم التركيز في هذه المرحلة على:
١. التعاون مع مصممين محليين لدمج الهوية الثقافية في المنتجات، مما يدعم الاقتصاد الإبداعي.
٢. استخدام مواد صديقة للبيئة بشكل مسؤول في تغليف المنتج النهائي.
٣. إمكانية استخدام تقنية "Blockchain" لتسجيل رحلة كل قطع الكهرمان بشكل غير قابل للتزوير، وبالتالي يتحقق المستهلك بأن منتجه أصلي وأخلاقي.
- مرحلة النقل والتسويق
المرحلة الأخيرة، ويتم التركيز فيها على شفافية المتجر حيث يتعين عليه:
١. الحصول على شهادات معترف بها عالميًّا تثبت أصالة الكهرمان.
٢. التعاون مع تجار الجملة ومتاجر التجزئة الذين يشاركونك نفس القيم الأخلاقية لضمان استمرارية المبادئ حتى نقطة البيع النهائية.
كهرمان ميانمار: ما قصته؟
تأتي من ميانمار أحجار كهرمان جميلة ومهمة جدًّا بداخلها حشرات ونباتات قديمة مثل متحف طبيعي صغير، ولكن مع الأسف، ترتبط تجارة هذا الكهرمان بأزمة إنسانية في ميانمار، حيث الصراعات، والانتهاكات، والاستغلال للعمال، حتى أصبح الحصول على هذا الكهرمان الجميل مصحوبًا بمعاناة بشرية.
يتم استخراج الكهرمان من منطقة "كاشين" في ميانمار، وهي منطقة تعاني من صراع مسلح طويل الأمد، ويتم تمويل هذا الصراع جزئيًّا من خلال أرباح تعدين الكهرمان.
كما اكتشف الباحثون عندما درسوا ما كتِبَ عن هذا الكهرمان ما بين 1990 و2021 أن الاهتمام العلمي بهذا الكهرمان كان يزيد أو ينقص حسب القوانين والصراعات في ميانمار، وليس لأسباب علمية بحتة، وأن الباحثون والعلماء من ميانمار نفسهم ممنوعون من دراسة كنز بلدهم!
فضلًا عن أن التجارة في كهرمان ميانمار تدور في فجوة قانونية أي أن قوانين التصدير غير واضحة ويتم استغلال هذا الغموض.
وعلى الرغم من الدعوات التي صدرت من جمعيات علمية لوقف نشر الأبحاث عن العينات التي تم الحصول عليها بعد تواريخ صراع محددة، فإن الغالبية العظمى من الأبحاث المنشورة لا تذكر القضايا الأخلاقية أو القانونية، ولا تقدم وثائق تثبت الحصول القانوني على العينات.
وهذا مثال واضح على عدم تطبيق سياسة التوريد الأخلاقي في تجارة الكهرمان، حيث يتم شراؤه ودراسته دون ضمانات أخلاقية، وأن المشاركين فيه يسرقون كنزًا ثمينًا من بلد ويمنعون أهله من الاستفادة منه.
لماذا يعد الكهرمان البلطيقي خيارًا رائعًا؟
على النقيض من كهرمان ميانمار، يعد الكهرمان البلطيقي مثالًا رائعًا على التوريد الأخلاقي للأسباب التالية:
أنه مادة طبيعية قابلة للتحلل الحيوي
وهذا يعني أنه لا حاجة لعمليات تصنيع معقدة أو مواد كيميائية ضارة لإنتاجه على عكس المواد الاصطناعية التي تستنزف الموارد النفطية وتسبب تلوثًا كبيرًا عند التخلص منها.
وكون الكهرمان قابلًا للتحلل الحيوي على مدى فترات جيولوجية طويلة، يضمن عند نهاية دورة حياته أنه لن يتحول إلى نفايات ضارة تلوث البيئة لقرون.
لا يساهم إنتاجه واستخدامه في تلوث البيئة
يتميز استخراج الكهرمان البلطيقي بأنه منخفض التأثير البيئي مقارنةً بالتعدين في مناطق النزاع، ولا تتطلب عملية جمعه من شواطئ البحر البلطيقي أو من المناجم السطحية استخدام مواد كيميائية سامة مثل الزئبق أو السيانيد، والتي تستخدم غالبًا في تعدين الأحجار الكريمة والمعادن في أماكن أخرى وتتسبب بتسميم التربة والمجاري المائية، وبالتالي، فإن البصمة الكربونية والبيئية للكهرمان البلطيقي ضئيلة.
يتم جمعه بطريقة مستدامة تضمن الحفاظ على البيئة الطبيعية
تخضع عملية استخراج حجر الكهرمان البلطيقي لتنظيم حكومي صارم يحدد كميات الاستخراج والأساليب المسموح بها، ويتم جمع جزء كبير منه يدويًّا من الشواطئ، وهي طريقة لا تترك أثرًا بيئيًّا، كما تضمن هذه الممارسات المنظمة الحفاظ على المورد ومنع استنزافه، وبالتالي إمكانية استمراريته للأجيال القادمة.
الالتزام بمبادئ التجارة العادلة، وضمان حصول الحرفيين على أجور عادلة
يلتزم القطاع بمبادئ التجارة العادلة، مما يضمن حصول الحرفيين المحليين على أجور عادلة، حيث تعتمد الصناعة على ورش عائلية متوارثة عبر الأجيال تتمتع بمهارات عالية، ويوفر هذا الدعم الاقتصادي حياة كريمة للمجتمعات المحلية.
الشراء المسؤول: عائد مباشر على المجتمع والاقتصاد
يدعم شراء الكهرمان البلطيقي الاقتصادات المحلية في منطقة البلطيق مباشرةً، ويساهم في الحفاظ على الحرف التقليدية وخلق فرص عمل لائقة، كما يشكل الطلب على هذا المنتج الأخلاقي حافزًا للشركات لتبني ممارسات مستدامة، وهذا يؤدي بدوره إلى تعزيز دائرة إيجابية من التحسين المستمر في بناء سلسلة توريد أخلاقي مستدامة.
شفافية المتجر وإمكانية التتبع
تتميز سلسلة توريد الكهرمان البلطيقي بشفافية عالية تمكن المستهلك من تتبع مصدر القطعة بدقة، حيث يمكن الحصول على معلومات مؤكدة عن البلد الأصلي وطريقة الاستخراج ومكان التصنيع، وتوفر هذه الإمكانية ضمانات أخلاقية تضع الكهرمان البلطيقي في موقع الريادة بالمقارنة مع مصادر أخرى.
في النهاية، نفخر في متجر الكهرمان الملكي بمنح عملائنا الطمأنينة الكاملة بأن منتجاتنا تحقق سياسة توريد أخلاقي يضمن حصول الحرفيين على أجور عادلة ودعم المجتمعات المحلية، كما نتميز بتطبيق سياسة شفافية المتجر التامة حيث يمكنك تتبع مصدر كل قطعة بدءًا من استخراجها وحتى وصولها إليك، لأننا نؤمن بأن مسؤوليتنا لا تقتصر على تقديم الجمال فحسب، بل تشمل بناء ثقة قوية مع عملائنا الكرام.
